الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أدب الكتاب ***
من ذلك الصلوة والزكوة والغدوة والحيوة والمشكوة والربو، كتب كل هذا في المصحف بالواو، وكان يجب أن يكتبن بالألف للفظ، وإنما كتبن كذلك على مثل أهل الحجاز لأنهم تعلموا الكتاب من أهل الحيرة، وهذا إنما فعل بسبب قلة الكتاب في ذلك الزمان، وإن الذين كتبوه أهل الحجاز، وأنت اليوم بالخيار، إن شئت كتبتهما بالألف وإن شئت أقررتهما على ما في المصحف. النون الخفيفة تكون عند الوقف عليها في النصب ألفاً، وفي الخفض ياء، وفي الرفع واواً. وكذلك تكتب نحو: اضربن يا رجل، فإذا وقفت عليه قلت: اضرباً، ومنه قوله عز وجل: "لنسفعاً بالناصية"، كتبت في المصحف بالألف لانفتاح ما قبلها، معناه لنجذبن بناصيته والسفع الجذب بشدة، والناصية مقدم الرأس، يريد جل وعز لنذلنه بذلك. وتقول: اضربي يا امرأة بالياء لأن الوقف بالياء واضربوا يا رجال بالواو لأن الوقف عليها بالواو. ومن العربي من يقف على النون، فمن كانت هذه لغتهم كتبت بالنون. وتقول: اضربن يا رجل نصبت الباء، وموضعها جزم للأمر لسكون النون كراهية اجتماع ساكنين، وتثنى اضربان يا رجلان واضربن يا رجال. وفي المؤنث اضربن يا امرأة واضربان مثل الذكر. وفي الجميع اضربن يا نسوة، فتشدد النون ضرورة لأنهما نونان نون جمع المؤنث والنون الخفيفة. والنون الخفيفة والثقيلة، تقع كل واحدة منهما موقع الأخرى، وتقول في النون الثقيلة: اضربن يا رجل واضربان واضربن يا رجال. وفي المؤنث اضربن يا امرأة والتثنية كالذكرين، وفي الجميع اضربنان، استثقلوا ثلاث نونات نون الجمع والنون الشديدة وهي نونان فأبدلوا الوسطى ألفاً. والدعاء كالأمر والنهي كقولك: اللهم ارزقنا فلاناً وفي الاستفهام أتقومن يا رجل. الإدغام في الحرفين إذا كانا من جنس واحد، يتلو أحدهما صاحبه، وتحركا كتبا حرفاً واحداً، مثل: غض ومد، لأن الأول منهما يسكن ويدغم في الثاني. وإذا كانا من حرفين كتبا حرفين، وفي اللفظ كانا واحداً مشدداً نحو: لم يفق قاسم، ولم ينصف فرعون، فإذا سكن الثاني أثبتا حرفين مثل: لم يمدد ولم يعضض، فإذا كانا من حرفين وهما متحركان، أحدهما ساكن كتبا حرفين، مثل: لم يترك كبيرهم لصغيرهم شيئاً، إن افترقا أو اتصل أحدهما بصاحبه وإنما يكون الاتصال إذا كان الثاني حرف كناية كقوله تعالى: "أينما تكونوا يدرككم الموت". وكقول زهير: فتعرككم عرك الرحى بثقالها وكذلك هو مذهبهم في الفتح ليس في ذلك اختلاف. فإذا كان الحرفان نونين، فإن من العرب من يدغمهما، ومن من يظهرهما: فيقول الذي يدغم: أنتم تضربوني، ويقول الذي لا يدغم أنتم تضربونني فيكتب في الإدغام بنون واحدة ليكون فرقاً بين المدغم وغير المدغم. وإن كان الحرفان المدغمان من جنسين أظهرا على جنسيهما، كقولك اتخذت ووعدت، فإذا كان المدعمان يتولد منهما حرف غيرهما كتب ذلك المتولد مثل مدكر ومظلم قال زهير: هو الجواد الذي يعطيك نائله *** عفوا ويظلم أحياناً فيظلم وأما اللامان اللتان تكتبان في أول الحرف، إحداهما فاء الفعل والأخرى تجيء مع الألف للتعريف، فإنك تكتبها حرفين نحو اللحن والليل. وإنما كتبوا الذي بلام واحدة لأنها لا تنفرد عن الأخرى وكذلك الذين. فأما اللذان في التثنية فإنها كتبت على الأصل لتفرق بين التثنية والجمع. يكتبون: أحب "أن لا" تفعل كذا بألف ونون، وتكون "لا" مقطوعة منها وهو أجود، لأن القارئ ربما احتاج أن يقف على النون. والكتاب على الوقف، فمنهم من يكتب بألف ولام موصولة لأن النون تدغم في اللام إذا نطق بها، وكتبت على اللفظ. و "كلما" إذا أردت بها الجزاء كقولك: كلما فعلت فعلت، كتبتها حرفاً واحداً لأنها أداة، وإذ أردت بها معنى الذي كقولك: كل ما فعلت فصواب، فاقطع "كل" من "ما" وكذلك: إنما وكأنما ولكنما إذا أردت بهن الأدوات فاجعلها حرفاً واحداً. وإذا أردت بمعنى "ما" الذي فاقطع، وذلك أن الوقف في الأولى لا يستقيم على بعض الحروف دون بعض. وإذا كانت بمعنى الذي وقفت على ما قبلها. فقس عليه تصب إن شاء الله تعالى. وكتبوا: "لئلا" موصولة وهي "لأن لا"، فجعلوها كالشيء الواحد وكتبوا: "هأنتم، هأنا" بألف واحدة، ولم يكتب بألفين جعلا كالشيء الواحد. في يوم الخميس المبارك سادس عشري شهر الحجة الحرام ختام سنة 1107 ألف ومائة وسبع من الهجرة النبوية على مهاجرها أفضل الصلاة والسلام. على يد كاتبه يوسف بن محمد الشهير بابن الوكيل الملوي غفر الله له ولوالديه ومشائخه والمسلمين. ??
??
2 العنوان
1
|